Friday 22 January 2010

ضرورة الفــــــــن للإنسان

الفن هو نشاط انسانى حتمى يحتل جزء هام من التركيب البشرى ولا يمكن الفصل بين الفن و بين الإنسان وله ضرورته القصوى فى حفظ التوازن الوجدانى لدى الإنسان للمحافظة على حياته من الفناء أو الانقراض

والمرجح أن الانسان قد وصل إلى قمة الفن حينما لم يكن مدركا لوظيفة الفن الرئيسة وهى خلق الوسيط بين الكون والإنسان فهو يهيئ مكان اللقاء بين الواقع المادى الملموس والواقع الروحى المحسوس سواء عن طريق الأداء الإبداعى الخلاق الذى يسعى إلى تفسيرها ،ولتفسير ظاهرة هذا النشاط الإبداعى الحتمى لدى الإنسان نجد إنه من نتاج جزء من تكوين الإنسان كأسمى المخلوقات ومن تركيبه

إن كل المخلوقات الحية سواء كانت نبات أو حيوان أو إنسان وجدت على الأرض يهددها خطر الفناء أو الإنقراض ولذا يدفعها شعور مستمر من الخوف لمقاومة هذين الخطرين، فلكى تقاوم خطر الفناء فتأكل وتشرب وتنام وتقاوم الأمراض ، أى تمارس مقومات الحياة ولكى تقاوم خطر الأنقراض فتتناسل وتتأقلم وتنجب أجيال للمحافظة على الجنس

لو نظرنا إلى النبات نجده مزود بعدة خاصيات ليست موجودة فى غيره من الكائنات الحية تساعده على النمو ومقاومة الفناء أو الأنقراض
وكذلك الحيوان فهو مزود بعدة غرائز تساعده على البقاء وعلىعدم الإنقراض يوجهها وينشطها شعوره بالخوف من المجهول الذى يحيط به

أما الإنسان وهوأسمى مخلوقات الله فزوده الخالق عز وجل من غرائز الحيوان بجهاز العقل الذى ينتج الفكر وبقدر مايزيد الإنسان من استعمال العقل بقدر ما يقلل من استعمال الغرائز وهذه بدورها تفرق بينه وبين الحيوان

الفنون المرئية

منذ بدايات القرن العشرين أظهرت الفنون المرئية في إسرائيل اتجاها إبداعيا متأثرا باللقاء بين الشرق والغرب، كما بالبلد نفسه ونموه وطبيعة مدنه واتجاهاته الأسلوبية المستمدة من المراكز الفنية العالمية. ففي الرسم والنحت والتصوير وغيرها من الأشكال الفنية تمثل مناظر البلاد المختلفة دور البطولة، إذ تصنع المصاطب الزراعية وسلاسل التلال مسارات دينامية متميزة للخط والشكل، وتنعكس خواصر جبال النقب والنباتات الرمادية الخضراء والضوء الصافي الزاهر مؤثرات لونيةً متميزةً، كما يؤثر البحر والرمال على سطح الأرضية. خلاصة القول إن المناظر المحلية والهموم اليومية والسياسة المحلية تشكل مركز الفن الإسرائيلي وتضمن فرادته

على مشارف أورشليم، رسم موردخاي أردون متحف إسرائيل، أورشليم القدس، مع الشكر للدكتور م. أردون

الرسم


في البداية تمخض الاتجاه الفني لبيتسالئيل، والذي كان يهدف إلى إحداث فن يهودي مبتكر من خلال تطعيم التقنيات الفنية الأوروبية بالتأثيرات الشرق أوسطية، عن لوحات لمشاهد توراتية تصف مفاهيم رومانسية للماضي مجتمعة برؤى طوباوية للمستقبل ووجوه لشخوص مستمدة من الجاليات اليهودية القديمة في أوروبا الشرقية كما من البدو المحليين. ومن فناني ذاك العصر شموئيل هيرشنبرغ (1865-1908)، إفرايم ليليين (1874-1925) وأبيل بان (1883-1963) وقد أقيم أول معرض هام للفن المرئي عام 1921 في ميتسودات دافيد في البلدة القديمة بأورشليم القدس، وكانت الهيمنة فيه لرسامين من بيتسالئيل، ولكن سرعان ما واجه أسلوب بيتسالئيل الروائي القومي الشرقي القديم تحديا من ثوار شباب من داخل مؤسسة بيتسالئيل وفنانين حديثي العهد من خارجها كانوا يبحثون عن أسلوب لائق بما كانوا يسمونه "عبريا" يختلف عما كانوا يطلقون عليه الفن "اليهودي". وفي محاولة لتحديد هويتهم الثقافية الجديدة والتعبير عن نظرتهم إلى البلاد على أنه مصدر تجدد وطني، صوروا الواقع اليومي للبيئة الشرق أوسطية، مشددين على الضوء الساطع والألوان الزاهية للمناظر والتيمة المركز عليها الغامضة الفاتنة مثل أسلوب الحياة العربي البسيط، وذلك من خلال تكنيك تسيطر عليه البدائية، كما في أعمال رسامين من أمثال يسرائيل بالدي وتسيونا تغار وبنحاس ليتفينوفسكي وناحوم غوتمان ورئوفين روبين. وفي أواسط ذلك العقد كان معظم الفنانين البارزين قد استقروا في مدينة تل أبيب الجديدة المفعمة بالنشاط (تأسست في 1909) والتي بقيت مركزا للنشاط الفني في البلاد.

رمّان في صفد للرسام ناحوم غوتمان، مع الشكر لمتحف ناحوم غوتمان وللبروفسور ناحوم غوتمان


وقد شكل فنانو الستينات حلقة الوصل بين نشاطات مجموعة "آفاق جديدة" والبحث عن الفردية في العقد التالي. وكان لشترايخمان وستيماتسكي، وكلاهما معلم في معهد أفني بتل أبيب، شديد الأثر على جيل جديد من الفنانين، منهم رافي لافي وأفيفا أوري وأوري ليفشيتس وليئا نيكل، تحدى الإِعمال الرقيق للفرشاة في التجريدية الغنائية من خلال الأعمال التعددية الجامعة لأساليب متنوعة من التجريدية التعبيرية والرمزية المستمدة من مصادر أجنبية.
كان هؤلاء الفنانون جزءا من "مجموعة العشرة" التي تأسست في أواخر الخمسينات والتي خرجت على النزعة الكونية المهيمنة على الفن ساعية وراء صنع فن ينهل من المناظر الإسرائيلية والفرد الإسرائيلي. وبخلاف الهالة النخبوية الأوروبية المحيطة بمجموعة "آفاق جديدة"، ارتبطت "مجموعة العشرة" في نظر الجمهور بشخصية الإسرائيلي الأصلي المولود في البلاد، كما بجيل البلماح (هو الذراع العسكري لمنظمة الهاغاناه السرية التي عملت في البلاد قبل قيام الدولة). وفي أواخر الستينات انضم إلى المجموعة الفنانان "الواقعيان" أوري رايزمان ويتسحاق مامبوش.

الممثل أهارون ميسكين، تمثال لزئيف بن-تسفي، مع الشكر لمتحف "ميشكان ليئومانويوت، عين حارود

فن النحت

لقد ازدهر فن النحت في البلاد كنتيجة لمساعي عدد من النحاتين على امتداد فترة طويلة من الوقت. وقد مثل أفراهام ملينكوف (المعروف بتمثال الأسد الحجري الضخم في تل حاي) وزئيف بن-تسفي المدرسة التكعيبية، إلا أن المدرسة النحتية الأكثر علمية المتمثلة بموشيه تسيفر وأهارون بريفر وباتيا ليشانسكي هيمنت على هذا المجال قبل قيام الدولة.
في نهاية الأربعينات أثرت الإيديولوجية "الكنعانية" على عدد من الفنانين، لا سيما يتسحاق دانتسيغر الذي يشكل تمثال له يصف البطل الصياد الوثني نمرود المنحوت بالحجر الرملي النوبي الأحمر محاولة لخلق مركَّب صناعي يعتمد على النحت الشرق أوسطي والمفهوم العصري للجسم البشري، في حين تشبه الأشكال المكونة لنحت الخرفان صورة الصخور الصحراوية وأقنية الماء وبيوت الشعر.
وفي الخمسينات أصبح النحت يستخدم مواد جديدة ومقاييس النصب التذكارية إذ أخذ العنصر التجريدي فيه يتزايد كنتيجة لدخول الحديد والفولاذ ال"كورتين" كوسيلة نحتية، بين أمور أخرى.
وقد قدمت الرغبة في التخليد المعبّر لذكرى شهداء حروب إسرائيل حافزا جديدا لفن النحت الإسرائيلي ابتداءً بالستينات، حيث ظهر منذ ذلك العقد كم وفير من النصب التذكارية، معظمها لارمزية، في المشهد الإسرائيلي. ويمثل هذا النوع النحتي النصب التذكاري لشهداء البحرية الإسرائيلية في أخزيف والمصنوع من الفولاذ الملحوم على أيدي النحات يحيئيل شيمي، ويتناول قسوة الطبيعة وقابلية البشر للعنف وإلحاق الدمار. كما يجسد هذا النوع نصبُ النحات داني كارافان قرب مدينة بئير شيفع والمسمى "نصب للواء النقب"، ويتناول الطبيعة الخاصة لقتال الصحراء.

بيسي غيرش
مع الشكر لأكاديمية بيتسالئيل للفنون والتصميم، أورشليم القدس

فن التصوير


يخاطب فن التصوير الإسرائيلي اليوم عالم الفرد من خلال سبر مسائل الحياة والموت والفن والوهم، كما يخاطب في الوقت نفسه العالم الوطني الاجتماعي. ويتميز هذا الفن بالحميمية وكبح النفس والانشغال بالذات، وهما ردة فعل رجعية على الأسلوب الإخباري والشاعري ونتيجة له في آن معا، وهو الأسلوب الذي هيمن على المراحل الأولى من تطور هذا الفن. في منتصف القرن ال-19، كان التصوير المحلي يعتمد أساسا على تقديم الخدمات التصويرية، والتي كانت تدور حول الأماكن المقدسة، والمسيحية منها بوجه خاص، وذلك من أجل بيع الصور التذكارية للحجاج والسياح. واعتبارا من 1880 أصبح المصورون يوثّقون نمو الطائفة اليهودية في فلسطين (أرض إسرائيل)، من خلال تصوير الطلائعيين وهم يفلحون الأرض ويبنون المدن والبلدان، وذلك عبر عدسة بطولية تتجه نحو الإيديولوجية العصرية العلمانية ومتطلبات الزبائن الذين كانوا يستخدمون الصور في الترويج لقضايا معينة مثل "الصندوق القومي اليهودي".
وقد دأب على توثيق تطور البلاد في سنيها الأولى وبكل إخلاص عدد من المصورين الصحفيين الموهوبين من أمثال تيم غيدال وديفيد روبنغر وفيرنر براون وبوريس كارمي وزئيف رادوفان وديفيد هاريس وميخا بارعام. وثمة من يعبرون الخط الخفي الذي يفصل بين التصوير التوثيقي والتصوير الفني، منهم عاليزا آورباخ التي تتركز في تصوير البورتريه، ونيل فولبرغ ودورون هورفيتس وشاي غينوت الذين يركزون على الطبيعة، ودافيد داروم المتخصص في التصوير تحت سطح الماء، ودوبي تال وموني هاراماتي اللذان يشكلان فريقا متخصصا في التصوير الجوي.
وقد نشأت بعض المواقع الهامة الخاصة بعرض الأعمال الفوتوغرافية في إسرائيل، ومن أشهرها كيبوتس عين حارود الذي يقام بينالي في قصر الفنون المقام فيه ومتحف التصوير الجديد في تل حاي الواقعة في شمال الجليل.
وفي الأعوام الأخيرة، التي بات فيها التصوير باعتباره وسيلة فنية بحتة شكلا فنيا شرعيا، ظهر عدد من المصورين المبدعين، وذلك بدعم فعال من الغاليريهات والمتاحف وأمناء المتاحف وهواة جمع الصور الفوتوغرافية في البلاد وخارجها. ويعتبر ابرز هؤلاء المصورين المبدعين المصور عادي نيس المولود عام 1966 في مدينة كريات غات لعائلة من القادمين إلى البلاد من كردستان وإيران وقد بدأ يشتهر في التسعينات من خلال سلسلة صور فوتوغرافية تحمل اسم "جنود"، وتستكشف مسائل الهوية الوطنية ولا سيما هوية الرجل الإسرائيلي في سياق مثلي الجنس ينطوي على تضارب داخلي وقدر كبير من الاستبصار. ومن أعماله أيضا "قصص التوراة" ويتناول بعض الشخصيات التوراتية معيدا بناء مواقف من قصصها على خلفية مزعجة معاصرة (مشردون وفقراء مدقعون)، ليثير تحول المجتمع الإسرائيلي من القيم الاشتراكية إلى أسلوب الحياة الرأسمالي المعاصر. ويعتبر بيع عمله المُعنْون "الوجبة الأخيرة" مقابل 264 ألف دولار في المزاد السنوي لمؤسسة سوذبي للأعمال الفنية اليهودية والإسرائيلية نقطة تحول في التقدير العالمي الذي يحظى به الفن الإسرائيلي.

كتاب الفنون الجميلة بيار بركات