والمرجح أن الانسان قد وصل إلى قمة الفن حينما لم يكن مدركا لوظيفة الفن الرئيسة وهى خلق الوسيط بين الكون والإنسان فهو يهيئ مكان اللقاء بين الواقع المادى الملموس والواقع الروحى المحسوس سواء عن طريق الأداء الإبداعى الخلاق الذى يسعى إلى تفسيرها ،ولتفسير ظاهرة هذا النشاط الإبداعى الحتمى لدى الإنسان نجد إنه من نتاج جزء من تكوين الإنسان كأسمى المخلوقات ومن تركيبه
إن كل المخلوقات الحية سواء كانت نبات أو حيوان أو إنسان وجدت على الأرض يهددها خطر الفناء أو الإنقراض ولذا يدفعها شعور مستمر من الخوف لمقاومة هذين الخطرين، فلكى تقاوم خطر الفناء فتأكل وتشرب وتنام وتقاوم الأمراض ، أى تمارس مقومات الحياة ولكى تقاوم خطر الأنقراض فتتناسل وتتأقلم وتنجب أجيال للمحافظة على الجنس
لو نظرنا إلى النبات نجده مزود بعدة خاصيات ليست موجودة فى غيره من الكائنات الحية تساعده على النمو ومقاومة الفناء أو الأنقراض
وكذلك الحيوان فهو مزود بعدة غرائز تساعده على البقاء وعلىعدم الإنقراض يوجهها وينشطها شعوره بالخوف من المجهول الذى يحيط به
أما الإنسان وهوأسمى مخلوقات الله فزوده الخالق عز وجل من غرائز الحيوان بجهاز العقل الذى ينتج الفكر وبقدر مايزيد الإنسان من استعمال العقل بقدر ما يقلل من استعمال الغرائز وهذه بدورها تفرق بينه وبين الحيوان